يدافع رجال السكان الأصليين عن المساواة بين الجنسين لصالح النساء - والرجال أيضا

كوماركا نغابي بوغلي، بنما - إن عدم المساواة بين الجنسين منتشر في كل مكان. على الصعيد العالمي، لا يزال 9 من كل 10 أشخاص في جميع أنحاء العالم، من النساء والرجال على حد سواء، يضمرون تحيزات بناء على النوع الاجتماعي، وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن الأمم المتحدة. هذه المعايير تضر بالنساء والفتيات - لكنها تضر أيضا بالرجال والفتيان.

تتضح هذه الحقيقة بشكل خاص للعاملين الصحيين الذكور في مجتمع نغابي الأصلي النائي في بنما. هناك، يصف العاملون الصحيون في نغابي مثل الدكتور أورلاندو لوبيز رؤية نتائج صحية مقلقة للنساء والرجال، وعواقب تهميش المجتمع ومعايير النوع الاجتماعي الصارمة.

"لدينا مجتمعات تضطر إلى المشي لمدة يومين للوصول إلى العيادة"، أوضح الدكتور لوبيز. "عدد قليل فقط من الطرق المعبدة تمر عبر التضاريس الجبلية والحافلات الصغيرة المحلية نادرة، مما لا يترك أمام معظم الناس سوى السير على الأقدام".

لكن عزلتهم ليست جغرافية فحسب؛ بل هي اقتصادية أيضا. وقد تسبب تاريخ طويل من التمييز العنصري ضد نغابي - بما في ذلك الحواجز في سوق العمل الرسمي - في الفقر المدقع.

عندما يضاف التمييز على أساس النوع الاجتماعي إلى هذا المزيج، تتصاعد المصاعب.

الفقر والتمييز والذكورية

"الرجال هنا لديهم سلطة كبيرة جدا على النساء"، يوضح هومبرتو رودريغيز، ممرض في عيادة هاتو شامي، في أعالي الجبال.

العديد من رجال نغابي هم عمال مهاجرون، يحصدون البن على طول الحدود بين بنما وكوستاريكا، وهو عمل يأخذهم بعيدا عن المنزل لعدة أشهر كل عام. وعندما يكون «رجل المنزل» بعيدا، لا تملك المرأة سلطة تسليم مسؤوليات رعاية الأطفال إلى شخص بالغ آخر، حتى لو دخلت في المخاض وواجهت مضاعفات. يقول رودريغيز: "الزوج ليس في المنزل في تلك اللحظة والقرار ليس قرارها". 

لا شك أن عدم المساواة بين الجنسين ليس فريدا من نوعه بالنسبة للنغابي. لكن العزلة والفقر المدقع اللذان يعاني منهما المجتمع يضخمان التداعيات. وأضاف رودريغيز: "لسوء الحظ، كان لدينا العديد من وفيات الأمهات على وجه التحديد لأن الزوج لم يكن حاضرا".

لكن الرجال أيضا يتأثرون بمثل هذه المعايير. على سبيل المثال، أكد الدكتور لوبيز أن الرجال غالبا ما يرفضون الرعاية الصحية، مع عواقب وخيمة على صحتهم. "كيف تكون أكثرية السكان الذين يبحثون عن الرعاية الصحية من الإناث؟" يقول الدكتور لوبيز. "لأن الرجال يأتون فقط عندما يكونون على وشك الموت أو بسبب حادث. لكنهم في العادة لا يزورون المراكز الصحية".

الترحيب بالأبوة - والتقدم

يمكن أن تكون مقاومة تمكين المرأة، في بعض الحالات، متطرفة. إذا اختارت المرأة الانخراط في تنظيم الأسرة دون إذن شريكها، "عندما يكتشف ذلك، يمكن أن يؤدي ذلك إلى نوع من العنف"، يقول الدكتور لوبيز.

لكن الأمر الأكثر شيوعا هو أنها مسألة معايير مقبولة، حيث يكون الرجال بلا جدال هم متخذو القرار، حتى فيما يتعلق بأجساد النساء وصحتهن. يقول الممرض رودريغيز: "هناك أيضا مشاكل عندما يجب أن تحصل المرأة على مسحة عنق الرحم. في بعض الأحيان سيقول الرجل لا، لا أريدك أن تذهبي إلى المركز الصحي لأنك ستخضعين لفحص عنق الرحم. هذه هي ذكورية الرجال".

هنا تحدث القدوة الإيجابية فرقا.

يحاول الممرض رودريغيز التواصل مع شركاء مرضاه الحوامل - ليس فقط من أجل النساء، ولكن أيضا من أجل الرجال، لمساعدتهم على احتضان فرحة ومسؤوليات الأبوة. وأوضح: "لقد حاولنا إشراك الأب أثناء فحوصات الحمل والولادة. نضع الطفل بين يديه لأن الاهتمام فوري. انظر، عليك أن تعتني به، وتتعلم تغيير الحفاضات، وعليك أن تساعد الأم".

يعمل الدكتور خايمي كاستيلو في عيادة هاتو شامي مع الممرض رودريغيز. إنه يحرص على التعامل مع الرجال عندما يعتني بالمرضى الحوامل والأمهات الجدد والنساء اللواتي يبحثن عن وسائل منع الحمل. يقول للأزواج: "عليك أن تحبها على قدم المساواة، لا أن تجعلها كما لو كانت شيئا ملكك".

يقول المدافعون إن المواقف تتغير بالفعل.

توضح جيرتروديس سيري، رئيسة جمعية نغابي النسائية، التي تعمل على تمكين النساء وتعمل أيضا مع الرجال في المجتمع، أن "الرجال يدركون أن الأمور الاقتصادية تصبح أيسر في ضوء رواتبهم القليلة حين يدعمون استخدام النساء لتنظيم الأسرة وعندما يدعمون التمكين الاقتصادي للنساء. هناك رجال يتغلبون على [الذكورية]، لكن عليك التحدث معهم كثيرا، وتوجيههم ... المشاركة في محادثات الرجال مهمة جدا بالنسبة لنا لأنها تساعد الرجال على التواصل بشكل أفضل."

يشير رجال نغابي مثل الدكتور كاستيلو والدكتور لوبيز إلى آبائهم كمصدر إلهام.

يقول الدكتور كاستيلو: "لقد نشأت في عائلة وضع فيها والدي الكثير من القيمة على والدتي وبنات عائلتنا". وأكد أن هذا هو "الواقع كما ينبغي أن يكون".